يبدأ طقس الحناء ، حيث تقوم إحدى النساء
بتسريح شعر العروس وقراءة المولد عليها ومن ثم تقوم إحداهن بتمرير مكبس البخور على
رأس العروس ، فتعلو أهازيج النسوة عموم المكان.
" والدخون أو البخور من المواد أو العناصر المفرحة التي تسر القلب
، وتشرح الصدر ، وتسعد النفس ، وتزيل الهم ، والكرب والحزن ، كما أنه – طبقاً
للمعتقد الشعبي – بركة ، يحفظ الصحة ، ويجذب الملائكة ، ويجعل الشخص محبوباً
لرائحته الزكية ، كما أنه يطرد الشياطين ، ويرتبط بالنظافة." (107)
بعد الانتهاء من تبخير العروس ،
تقوم الحناية بوضع الحناء في يدي ورجلي العروس، وفي حال النذر يتم تخضيب العروس ،
وقد يكون في أحد المساجد ، حيث يتم دعوة إمرأة " سيده " لتقوم بالتخضيب
- تبركاً بنسبها المتصل بالرسول الكريم
(ص).
وفي الوقت ذاته كما قال الحاج جعفر
: يقوم الرجال أيضاً بوضع الحناء في يدي ورجلي العريس وسط أهازيج الحاضرين.
هذا وقد يتكرر وضع الحناء للعروس
عدة مرات ، وتحديداً ثلاث طروق "
طبقات " تقريباً، المرة الأولى ليلاً
ثم صباحاً وأخيراً عصراً ، كيما يكون حناء العروس " قاتماً " ، وهنا
تردد النسوة ..
حلوة وجميلة يا لتشوفوها بالعافية يا اللي تحنوها
ابنيه وجميله وشحلاوتها (1) يا محلاها بين أحبتها
تحضر الزهرا (2) في زفتها يا محلاها من تحنوها
(1) ما أبهى فتنتها
(2) المقصود بها بضعة الرسول
(ص) ، السيدة فاطمة الزهراء (ع).
إن وضع الحناء عدة مرات ، له مبرر وهو
أن حناء العروس لابد وأن يكون قاتماً " غامق " ، أما إذا صار باهتاً
فيعاب ذلك على العروس وعلى من زينها وحتى على نوع الحناء " الردئ ".
و
بعد الانتهاء من طقس الحناء يتم قراءة المولد والصلوات على محمد وآله لاستجلاب
البركة في مثل هذا اليوم. و " الحناء " اسمه العلمي Lythraceae ، ويتبع النبات الفصيلة
الحِنّائية وزهره يسمى بمصر " تَمْر حِنّة " ، وباليمن " الحنون
" وبالشام " القطب ". ويزرع نبات الحناء في أماكن كثيرة من العالم
، بخاصة شبه الجزيرة العربية وشمال افريقيا وإيران ، ويزرع بالعُقَل في أوائل
الربيع . وقد عرف المصريون القدماء النبات واستعملوا مسحوق أوراقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق