الخميس، 30 أبريل 2015

تعليم الفتاة القروية - مقتطفات من كتاب قيد النشر بعنوان ( الأنثى والموروث الثقافي القروي )


للحديث عن تعلم المرأة في مجتمع البحث " قرية كرزكان" وعموم القرى البحرينية لابد أن نستعرض بدايةً وضع الأنثى والنظرة المجتمعية لها قبل هذه المرحلة. تلك النظرة السلبية - التي هي خليط بين العرف والدين - والتي لا تختلف عما هو متعارف عليه في المجتمعات العربية والخليجية عامة، حيث مثلت المرأة الكائن الضعيف في مجتمع يتغنى بالرجولة والذكورة، والمخلوق الذي وجد لا لشيء سوى لخدمة الرجل والعائلة والأولاد؛ وبالتالي فإن المكان الطبيعي لها هو البيت، هذا المخلوق المستنزَف مطالب بالكثير من الواجبات ومسلوب منه الكثير من الحقوق.

والنتيجة الحتمية لذلك الوضع المجحف والنظرة الدونية للأنثى جعل من حقها في التعليم أمراً غير ممكن  - في القرية بدأ التعليم غير الرسمي أي تعليم القرآن الكريم "الكتاتيب" حيث كان مقتصراً على الذكور إلى أن حصلت عليه الإناث متأخراً - كما ذكر أحد المثقفين - وما ساعد على ذلك هو أن المعلمين للقرآن هم رجال أيضاً، إلى أن جاءت مبادرة من بعض الآباء "المعلمين للقرآن" بتعليم بناتهم، وبالتالي فإن هؤلاء النسوة اللائي تعلمن القرآن الكريم أصبحن فيما بعد معلمات لبنات القرية ونسائها، إلى أن انتشرت الكتاتيب الخاصة بالإناث.

 

لقد لفت نظري تلك القصيدة التي أخذت ترددها " السيدة نجيبة " ، وهي امرأة من القرية ، لا تجيد  القراءة ولا حتى الكتابة ، لكنها مع ذلك هي تتقن لغة الحياة ولها خبرة ودراية تفوق المتعلمين .

 تقول:
 

تعلم العلم

تكون سيدي

 

كم رفع العلم

حقير النسب

 
العلم تاج

وجمال مقتبل

 
صاحبه العلم

مكرم أين جلس

 

من فاته العلم

تضعضع وانتكس

 

شتان بين

الحمار والفرس

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق